~~~ الإخوان الحقيقيون ~~~
/
\
/
\
" هكذا فلنكن "
إن الإخوان المسلمين لا يقصرون في فرائض الله ، ولا ينتهكون حرماته ،
ولا يجرءون على معصية ، فإن قدر لأحدهم العصيان فهو لا يتجاهر به ،
ولن يفخر به ، ولن يسكت عن التوبة منه ، والندم الشديد عليه ،
فمن كان مستهينا بالصلاة أو مستخفا بالفرائض ، أو جريئا على المعاصي ، أو مستهترا بارتكاب الآثام ، أو ظنينا في ريبة فليس منا ،
وعلى الذين عرفونا أن يجتنبوا ذلك كله
والإخوان المسلمون مع هذا لا يفرطون في التعبد ، ولا يبالغون في التزهد ،
ولا يظلمون دنياهم على حساب آخرتهم ، لأن هذا ليس من سنة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ،
فهم يصومون ويفطرون ، ويقومون ويتريضون ،
ويمزحون ويجدون ، ويجاهدون وينبسطون مع أصدقائهم ومع أهليهم ،
ويعملون للآخرة ولا ينسون النصيب من الدنيا ،
فمن أفرط في تعبده ، أو تظاهر بتزهده ، أو أهمل حقوق عمله ، أو أساء إلى أهله ،
أو فرط في جانب من جوانب حياته الدنيوية الصالحة يدعى بذلك أن يقوم بواجب الآخرة ،
فليس على طريقة الإخوان ، ولا هو من العاملين بمبادئهم.
والإخوان المسلمون يعلمون أن الله كتب الإحسان على كل شيء ، حتى من قتل فليحسن القتلة ، ومن ذبح فليحسن الذبحة ،
وهم لهذا يعنون بإتقان كل عمل من أعمالهم حتى يبلغ حد الإجادة ،
فمن نقص وهو قادر على الكمال أو قصر دون الإجادة والسبق فليس من الإخوان المسلمين (وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) ،
فعلى الذين عرفونا أن يحفظوا ذلك كله وأن يعملوا على غراره ،
فعلى الطالب أن يكون أول إخوانه ، وعلى الصانع أن يكون أمهر زملائه ، وعلى التاجر أن يكون أصدق وأبرع أقرانه ،
وعلى الموظف أن يكون مثال أداء الواجب من جميع نواحيه ، وعلى كل ذي عمل منا أن يتقنه ،
وعلى الناس ألا يعتبروا المقصرين من الإخوان المسلمين ، مهما حملوا من شارات أو ألصقوا بأنفسهم من ألقاب إخوانية.
والإخوان المسلمون يعلمون أن الدين المعاملة ، وأن مطل الغنى الظلم ، فهم لهذا يبادرون بتسديد حقوق الله التي تكون بجانبهم ، ويمثلون أشرف ناحية في هذا المعنى ، وأن من تجارهم من لا يزال إلى الآن بعد سنين طويلة يسدد أقساطه التجارية قبل موعدها بيوم على الأقل دائما ، حتى يحتفظ الأخ المسلم بشرفه وكرامته ومنزلته ، فمن ماطل فليس منا ، ومن طمع فيما في أيدي الناس فليس منا ، ومن أساء الأداء أو الاقتضاء فليس منا ، لأن الدعوة غير هذه السبيل ، فعلى الذين عرفونا أن يكونوا أمثال الأدب في الوفاء والقضاء والإعطاء والاقتضاء.
والإخوان المسلمون بعد ذلك كله يعلمون أن الأخلاق أساس دعوتهم ، وأن الله حين أراد أن يمتدح نبيه ، وهو قدوتنا صلى الله عليه وسلم ، امتدحه بالخلق العظيم ، وأنه تعالى رتب على صلاح النفس صلاح الناس وفلاحهم ، فقال تبارك وتعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) ، فالأخ المسلم لهذا يأخذ نفسه دائما بالتثقيف والمراقبة والمحاسبة حتى تنطبع على أفضل الأخلاق وأحسنها:
• فهو صادق لا يكذب: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ).
• وهو وفي لا يغدر ، ولا يخلف.
• وهو حليم لا يسرع بالغضب ، ولا يفحش بالقول.
• وهي حيي لا يجهر بالسوء ، ولا يثبت للمنكر.
• وهو شجاع يجهر بالحق ، ولا يخشى فيه لومة لائم.
وهو عفيف ، يضع كرامته فوق كل الغايات والأغراض الزائلة.
• وهو منصف يقدر الحسنة ، ويزن السيئة ، ويأخذ من كل شيء أحسنه.
وهو حسن التصرف ، وإنما يدبر الأمور على وجوهها ثم يسلك إليها أفضل طرقاتها.
• وهو بعد ذلك يعفو ويصفح ، ويدرأ بالحسنة السيئة ، إلا أن تنتهك محارم الله ، فلا يقوم لغضبه شيء.
أيها الإخوان : كونوا مثال الخلق والفضيلة ، فإن لم تكونوا كذلك فجاهدوا أنفسكم ، فإن أفلحتم فاحمدوا الله ، وإلا فأنتم عن تقويم غيركم أشد عجزا ، وفاقد الشيء لا يعطيه
أيها الإخوان: لا تيأسوا ولكن حاولوا واعملوا ، فهي مرتبة الصابرين ،
والله تبارك وتعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }..