يصعِّد النظام من وتيرة مواجهته لجماعة الإخوان المسلمين، ففي كل يوم عملية مداهمة واعتقال في مكانٍ من الأماكن، واعتقال شخصياتٍ من الإخوان في مستويات مختلفة، واختلاق تهم قديمة جديدة كلها افتراءات وأكاذيب، إضافةً إلى الحملات الإعلامية القاصدة إلى تشويه صورة الإخوان لصرف الناس عنهم، وتحجيم ومنع الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتربوية التي يقومون بها، وأخيرًا مصادرة الأموال، وإغلاق الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي يمتلكها أفراد من الإخوان ومن غيرهم، كل ذلك بغية إقصائهم عن الحياة السياسية العامة للمجتمع المصرى، والذي نريد أن نؤكد ما يلي:
1- أن هذه الحملات الظالمة لن تفتَّ في عضدنا، ولن تصرفنا عن دعوتنا أو تعيق مسيرتنا، فضلاً عن أن تستفزنا للخروج عن منهجنا وطريقنا في الإصلاح والتغيير السلمي المتدرج.
2- أننا نثق في أن جماهير الشعب المصري وأمتنا العربية والإسلامية لديها من الوعي والذكاء الاجتماعي وخبرة الواقع والتاريخ ما لا يستطيع أحد أن يغشها أو يخدعها، وأن مثل هذه الافتراءات والمزاعم لن تنال من مصداقيتنا لديها، أو تضعف من رصيدنا المذخور في وعيها وذاكرتها، فما أكثر الأكاذيب التي نسبوها إلى الإخوان، وافتضح بعد ذلك أمرها وظهر زيفها وكذبها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)﴾ (الحجرات).
3- أن هذه الاعتقالات قُصد بها إسكات صوت كل المعارضين الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وبالتالي فنحن ندعو كل القوى الوطنية إلى إدانة هذه الحملات وفضحها والوقوف صفًّا واحدًا في وجه الاستبداد والفساد.
4- أن هذه الإجراءات الجائرة المتكررة والمستمرة إنما تؤكد المأزق الذي يعيشه النظام وفشل سياساته، وما أدَّت إليه من أزمات ومشكلات حياتية يعاني منها المواطن المصري.
5- أن هذه الإجراءات تهدف إلى تمرير أمور تبيت بليل ضد مصلحة الشعب والوطن من أجل البقاء في المناصب، واستمرار الفساد والاستبداد، والاستيلاء على مقدرات وثروات هذا الوطن لحساب قلة، كما أنها تتم إرضاءً لأصحاب الهيمنة العالمية (الأمريكان والصهاينة)، وهذا ما لن نقبله أو نتغاضى عنه.
6- أن هذه الإجراءات تسيء إلى سمعة وكرامة مصر، وتحرم صفوةً من أبنائها من القيام بدورهم المبدع في خدمة أمتهم ووطنهم.
7- أولى بالنظام أن يولي اهتمامه إلى معاول الهدم التي تحاول النيل من هوية الشعب المصري وثقافته وحضارته.
والله من وراء القصد.. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: من الآية 227).