في مساء الثاني عشر من شهر فبراير 1949 وفي غفلة من مصر ومحيطها العربي والإسلامي، جرت تفاصيل جريمة كبرى على نهضة العرب والمسلمين، التي بدت بواكيرها وإرهاصاتها في البروز والتجلي، خاصةً بعد أن سجَّل الإخوان انتصاراتٍ مذهلةً في حرب فلسطين 1948.
وقد وقعت المصيبة والحدث الجلل باغتيال الإمام والمصلح المجدد الأستاذ حسن البنا، وهو لا يزال بعد في الثالثة والأربعين من عمره.
لقد تم وضع الخطة الجهنمية لاغتيال الشيخ الأعزل في شارع الملكة نازلي (رمسيس حاليًّا) أمام جمعية الشبان المسلمين، وقد أمر بترتيب الجريمة ملكٌ فاسدٌ وجهازٌ أمنيٌّ اعتاد على عمليات الخيانة والتآمر، لكن الأيام كانت حبلى بالكثير من الأحداث، وانتقم القدر من الملك الغادر وحاشيته الفاسدة، وذاق من كأس الاغتيال نفسها التي سقاها للإمام الأعزل، ولكن رغم ذلك كان الفرق كبيرًا؛ فقد كان اغتيال الإمام بإذن الله شهادةً وصحوةً لعقول وقلوب كثيرين بادروا برفع لوائه، وكان حافزًا لمريديه وتلاميذه أن يصرُّوا على المضيِّ في الطريق، بينما كان اغتيال الملك الفاسد على يد فتاة ليل في كأس مترعة بالشراب الحرام.