الحب الأعمي..والعبور فوق جسر المراهقة

أنت الآن فوق جسر تعبرين عليه من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج، ومن الطبيعي في هذه السن أن تميلي إلى الجنس الآخر، وفي هذه السن عادة ما نحب الحب.

نحب الاهتمام وأدفأ المشاعر، وبناء على هذا فأنت تحبين الحالة التي تعيشينها وليس الشخص نفسه، وعادة ما يكون الشعور هنا إعجابا لا حبا؛ لأن الحب الحقيقي يأتي بالتعايش والاحتكاك الفعلي بين الطرفين وليس على المعاملات السطحية، ولا تنسي أن الارتباط والزواج ليس حبا فقط، فالحب لا يجب أن يكون المعيار الوحيد للاختيار، بل عليك البحث أيضا عن التكافؤ بكل معانيه.

في سنك هذه عادة ما تتغير المشاعر بعد فترة، ليس لشيء سوى أنها لا تكون قد نضجت بعد في هذه المرحلة من العمر، فمشاعرنا وخبراتنا وآراؤنا تتغير باستمرار، وستجدين أن رؤاك وآرائك ونظرتك للحياة وتقييمك للأمور والأشخاص –والمشاعر أيضا- ستتغير بعد التحاقك بالجامعة، وبعد تخرجك منها، وبعد دخولك مجال العمل إذا فعلت، حتى تبدئين في الاستقرار..

ولكن إن كنت مصرة على الارتباط بهذا الشخص، فليس أمامك سوى أن يتقدم لوالدك مباشرة، ووالدك، كما قلت، يعرفه، فإن كان يرى أنه شخص مناسب فسيقبل به، وإن لم يكن كذلك فعليك إنهاء العلاقة مع نفسك وليس فقط مع هذا الشاب.. وأعرف أن هذا ليس بالأمر اليسير وأنه سيحتاج منك للصبر والتحمل، ولكن إن تم الرفض فليس أمامك سوى القبول بذلك، فلا معنى لاستمرار العلاقة بعدها.

تذكري قوله تعالى: {عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم} وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، واستعيني بالله واستخيري في أمرك.. أسأل الله أن يقدر لك الخير..

أرجو أن أكون أجبت عن تساؤلك، وفي انتظار متابعتك إن احتجت للمزيد من المشورة..