في يوم 22 مايو عام 1986م رحل عن عالمنا المربي الفاضل والمجاهد الجليل، وداعية جمع بين حماس الشباب وحكمة الشيوخ، مجاهد حمل عبء دعوته؛ بل حمل مشاكل وهموم مجتمعه فوق كتفه، فاستطاع أن يغيَّر كثيرًا من المظاهر التي أثرت سلبًا فيه.
هذا الرجل استطاع خلال توليه مكتب الإرشاد أن يعيد كيان الجماعة مرةً أخرى، بعد محنة طويلة بدأت بعام 1954م؛ حتى خرج آخر أخ من السجن عام 1975م، وحَّد الجهود حول تربية المجتمع، وتربية أفراد الصف، والنصح للحاكم.
عمر التلمساني لم يختلف عليه اثنان، ومن ثمَّ وحَّد القلوب على جهاده وأعماله وأقواله، بل لقد خرجت الجموع تشيِّع جثمانه، فلم تشهد مصر جنازةً بلغت في هيبتها مثلما بلغت جنازة عمر التلمساني، بل شرفها بحضور الرسميين وغير الرسميين، بل جموع الشعب.
في مثل هذا الشهر رحل هذا الرجل بعد حياة طويلة قضاها في جهاد من أجل دينه ووطنه، وقضى معظم هذه الحياة خلف السجون، مضحيًا بحياته من أجل الهدف الذي تربى عليه، وعمل من أجله، بل من أجل الغاية التي ارتضاها لنفسه؛ ألا وهي "الله غايتنا".
وبهذه المناسبة، وعرفانًا لهذه الشخصية الجليلة نقدِّم في ذكرى وفاته بعضًا من مآثره؛ لعلها تكون نبراسًا لنا في وقتنا الحاضر وللأجيال القادمة، والتي استهدفت من قِبل أعداء الأمة، وعملت على تغييبها عن ماضي أمتها وحاضرها ومستقبلها، وعملت على ربطها بماضي الغرب وحاضره ومستقبله.
ومن خلال هذا الملف نقدم بعض كتابات الأستاذ عمر التلمساني، وإن كانت قليلة في بحر مقالاته؛ غير أننا نفتح الباب أمام من أراد أن يجمع تراث هذا العالم الجليل.
- الإخوان المسلمون.. بين سخط المؤيدين وغضب المعارضين
- الإخوان المسلمون والعهد السابق والعهد اللاحق
- هذه الحملة المسعورة ضد جماعة الإخوان المسلمين.. أما آن لها أن تنتهي؟!
- عودة جماعة الإخوان المسلمين.. أقوم السبل للنهوض بالأمة